فصل: قال في الميزان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الفخر:

المراد أنه تعالى أوحى إليّ هذا القرآن لأنذركم به، وهو خطاب لأهل مكة، وقوله: {ومن بلغ} عطف على المخاطبين من أهل مكة أي لأنذركم به، وأنذر كل من بلغه القرآن من العرب والعجم، وقيل من الثقلين، وقيل: من بلغه إلى يوم القيامة، وعن سعيد بن جبير: من بلغه القرآن، فكأنما رأى محمدًا صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا التفسير فيحصل في الآية حذف، والتقدير: وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به، ومن بلغه هذا القرآن إلا أن هذا العائد محذوف لدلالة الكلام عليه، كما يقال الذي رأيت زيد، والذي ضربت عمرو.
وفي تفسير قوله: {وَمَن بَلَغَ} قول آخر، وهو أن يكون قوله: {وَمَن بَلَغَ} أي ومن احتلم وبلغ حد التكليف، وعند هذا لا يحتاج إلى إضمار العائد إلا أن الجمهور على القول الأول. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذا القرآن} أي والقرآن شاهد بنبوّتي.
{لأُنذِرَكُمْ بِهِ} يا أهل مكة.
{وَمَن بَلَغَ} أي ومن بلغه القرآنُ.
فحذف الهاء لطول الكلام.
وقيل: ومن بلغ الحُلُم.
ودلّ بهذا على أن من لم يَبلغ الحُلُم ليس بمخاطَب ولا مُتعبَّد.
وتبليغ القرآن والسنة مأمور بهما، كما أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بتبليغهما؛ فقال: {يا أيها الرسول بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} [المائدة: 67].
وفي صحيح البخاريّ عن عبد الله بن عمرو عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «بَلِّغُوا عني ولو آية وحَدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج ومن كَذَب عليّ متعمِّدًا فَلْيتبّوأ مَقْعَده من النار» وفي الخبر أيضًا؛ من بَلَغته آية من كتاب الله فقد بَلَغه أمر الله أَخَذَ به أو تَرَكه.
وقال مُقاتل: من بَلَغه القرآن من الجن والإنس فهو نذير له.
وقال القُرَظيّ: من بلغه القرآن فكأنما قد رأى محمدًا صلى الله عليه وسلم وسمعَ منه.
وقرأ أبو نَهِيك: {وَأُوْحَي إِلَيَّ هذا القرآن} مسمى الفاعل؛ وهو معنى قراءة الجماعة. اهـ.

.قال الثعالبي:

وقرأت فرقة: {وَأَوْحَى إلَيَّ هذا القُرآن} على بناء الفعل للفاعل، ونصب {القرآن}، وفي {أوحى} ضمير يَعُودُ على اللَّه تعالى.
وقوله: {لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ} معناه على قول الجمهور: بلاغ القرآن، أي: لأنْذِرَكُمْ وأُنْذِرَ مَنْ بَلَغَهُ، ففي {بلغ} ضمير محذوف؛ لأنه في صلة من فحُذِفَ لِطُولِ الكلام.
وقالت فرقة: ومن بلغ الحُلُمَ.
وروي في معنى التأويل الأَوَّلِ أَحَادِيثُ. وظاهر الآية أنها في عَبَدَةِ الأصنام.
وذكر الطبري أنه قد وَرَدَ من وَجْهٍ لم تثبت صحته أنها في قَوْمٍ من اليهود، قالوا: يا محمد ما تَعْلَمُ مع اللَّه إلهًا غيره، فقال لهم: «لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ وبِذَلِكَ أُمِرْتُ» فنزلت الآية. واللَّه أعلم.
وأمر اللَّه سبحانه نَبِيَّهُ عليه السلام أن يعلن بالتَّبَرِّي من شَهَادَةِ الكفرة، والإعلان بالتوحيد للَّه عز وجل والتبرِّي من إشراكهم.
قال الغزالي في الإحياء. وينبغي للتَّالِي أن يقدر أنه المقصود بكل خِطَابٍ في القرآن، فإن سمع أمرًا أو نَهْيًا قَدَّرَ المَنْهِيُّ، والمأمور، وكذا إن سَمِعَ وَعْدًا أو وعيدًا، وكذا ما يَقِفُ عليه من القَصَصِ، فالمقصود به الاعْتِبَارُ. قال تعالى: {وَكُلًا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرسل مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود: 120].
وقال تعالى: {هذا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لّلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 138]. اهـ.

.قال ابن عاشور:

والإشارة بـ {هذا القرآن} إلى ما هو في ذهن المتكلّم والسامع.
وعطف البيان بعد اسم الإشارة بيَّن المقصود بالإشارة.
واقتصر على جعل علّة نزول القرآن للنذارة دون ذكر البشارة لأنّ المخاطبين في حال مكابرتهم التي هي مقام الكلام لا يناسبهم إلاّ الإنذار، فغاية القرآن بالنسبة إلى حالهم هي الإنذار، ولذلك قال: {لأنذركم به} مصرَّحًا بضمير المخاطبين.
ولم يقل: لأنذر به، وهم المقصود ابتداء من هذا الخطاب وإن كان المعطوف على ضميرهم ينذر ويبشّر.
على أنّ لام العلّة لا تؤذن بانحصار العلّة في مدخولها إذ قد تكون للفعل المعدّى بها علل كثيرة.
{ومن بلغ} عطف على ضمير المخاطبين، أي ولأنذر به من بلغه القرآن وسمعه ولو لم أشافهه بالدعوة، فحذف ضمير النصب الرابط للصلة لأنّ حذفه كثير حسن، كما قال أبو علي الفارسي.
وعموم {مَن} وصلتها يشمل كلّ من يبلغه القرآن في جميع العصور. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذا القرآن لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ}.
صرح في هذه الآية الكريمة بأنه صلى الله عليه وسلم منذر لكل من بلغه هذا القرآن العظيم كائنًا من كان، ويفهم من الآية أن الإنذار به عام لكل من بلغه، وأن كل من بلغه ولم يؤمن به فهو في النار، وهو كذلك.
أما عموم إنذاره لكل من بلغه، فقد دلت عليه آيات أخر أيضًا كقوله: {قُلْ يا أيها الناس إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158]، وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ} [سبأ: 28]، وقوله: {تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الفرقان على عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1].
وأما دخول من لم يؤمن به النار، فقد صرح به تعالى في قوله: {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحزاب فالنار مَوْعِدُهُ} [هود: 17].
وأما من لم تبلغه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فله حكم أهل الفترة الذين لم يأتهم رسول، والله تعالى أعلم. اهـ.
قوله تعالى: {أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإني بريء مما تشركون}

.قال الفخر:

هذا استفهام معناه الجحد والإنكار.
قال الفراء: ولم يقل آخر لأن الآلهة جمع والجمع يقع عليه التأنيث كما قال: {وللهِ الأسماء الحسنى} [الأعراف: 180] وقال: {فَمَا بَالُ القرون الأولى} [طه: 51] ولم يقل الأول ولا الأولين وكل ذلك صواب.
ثم قال تعالى: {قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إله واحد وَإِنَّنِى بَرِيء مّمَّا تُشْرِكُونَ}.
واعلم أن هذا الكلام دال على إيجاب التوحيد والبراءة عن الشرك من ثلاثة أوجه: أولها: قوله: {قُل لاَّ أَشْهَدُ} أي لا أشهد بما تذكرونه من إثبات الشركاء.
وثانيها: قوله: {قُلْ إِنَّمَا هُوَ إله واحد} وكلمة {إِنَّمَا} تفيد الحصر، ولفظ الواحد صريح في التوحيد ونفي الشركاء.
وثالثها: قوله: {إِنَّنِى بَرِيء مّمَّا تُشْرِكُونَ} وفيه تصريح بالبراءة عن إثبات الشركاء فثبت دلالة هذه الآية على إجاب التوحيد بأعظم طرق البيان وأبلغ وجوه التأكيد.
قال العلماء: المستحب لمن أسلم ابتداء أن يأتي بالشهادتين ويتبرأ من كل دين سوى دين الإسلام.
ونص الشافعي رحمه الله على استحباب ضم التبري إلى الشهادة لقوله: {وَإِنَّنِى بَرِيء مّمَّا تُشْرِكُونَ} عقيب التصريح بالتوحيد. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ الله ءَالِهَةً أخرى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إله واحد وَإِنَّنِى بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ}.
جملة مستأنفة من جملة القول المأمور بأن يقوله لهم.
فهي استئناف بعد جملة {أيّ شيء أكبر شهادة}.
خصّ هذا بالذكر لأنّ نفي الشريك لله في الإلهية هو أصل الدعوة الإسلامية فبعد أن قرّرهم أنّ شهادة الله أكبر شهادة وأشهد الله على نفسه فيما بلّغ، وعليهم فيما أعرضوا وكابروا؛ استأنف استفهامًا على طريقة الإنكار استقصاء في الإعذار لهم فقال: أتشهدون أنتم على ما أصررتم عليه أنّ مع الله آلهة أخرى كما شهدت أنا على ما دعوتكم إليه، والمقرّر عليه هنا أمر ينكرونه بدلالة المقام.
وإنّما جعل الاستفهام المستعمل في الإنكار عن الخبر الموكّد بـ (إنّ) ولام الابتداء ليفيد أنّ شهادتهم هذه ممَّا لا يكاد يصدَّق السامعون أنّهم يشهدونها لاستبعاد صدورها من عقلاء، فيحتاج المخبر عنهم بها إلى تأكيد خبره بمؤكّديْن فيقول: إنّهم ليشهدون أنّ مع الله آلهة أخرى، فهنالك يحتاج مخاطبهم بالإنكار إلى إدخال أداة الاستفهام الإنكاري على الجملة التي من شأنها أن يحكى بها خبرهم، فيفيد مثلُ هذا التركيب إنكارين: أحدهما صريح بأداة الإنكار، والآخر كنائي بلازم تأكيد الإخبار لغرابة هذا الزعم بحيث يشكّ السامع في صدوره منهم.
ومعنى {لتشهدون} لتدّعونا دعوى تحقَّقونها تحقيقًا يشبه الشهادة على أمر محقّق الوقوع، فإطلاق {تشهدون} مشاكلة لقوله: {قل الله شهيد بيني وبينكم}.
والآلهة جمع إله، وأجري عليه الوصف بالتأنيث تنبيهًا على أنّها لا تعقل فإنّ جمع غير العاقل يكون وصفه كوصف الواحدة المؤنّثة.
وقوله: {قل لا أشهد} جواب للاستفهام الذي في قوله: {أإنّكم لتشهدون} لأنّه بتقدير: قل أإنّكم، ووقعت المبادرة بالجواب بتبرّؤ المتكلّم من أن يشهد بذلك لأنّ جواب المخاطبين عن هذا السؤال معلوم من حالهم أنّهم مقرّون به فأعرض عنهم بعد سؤالهم كأنّه يقول: دعْنا من شهادتكم وخذوا شهادتي فإنّي لا أشهد بذلك.
ونظير هذا قوله تعالى: {فإن شهدوا فلا تشهد معهم} [الأنعام: 15].
وجملة: {قل إنّما هو إله واحد} بيان لجملة {لا أشهد} فلذلك فصلت لأنّها بمنزلة عطف البيان، لأنّ معنى لا أشهد بأنّ معه آلهة هو معنى أنّه إله واحد، وأعيد فعل القول لتأكيد التبليغ.
وكلمة {إنّما} أفادت الحصر، أي هو المخصوص بالوحدانية: ثم بالغ في إثبات ذلك بالتبرّؤ من ضدّه بقوله: {وإنّني بريء ممَّا تشركون}.
وفيه قطع للمجادلة معهم على طريقة المتاركة.
و(ما) في قوله: {ممّا تشركون} يجوز كونها مصدرية، أي من إشراككم.
ويجوز كونها موصولة، وهو الأظهر، أي من أصنامكم التي تشركون بها، وفيه حذف العائد المجرور لأنّ حرف الجرّ المحذوف مع العائد متعيّن تقديره بلا لبس، وذلك هو ضابط جواز حذف العائد المجرور، كقوله تعالى: {أنسجد لما تأمرنا} [الفرقان: 60] أي بتعظيمه، وقوله تعالى: {فاصدع بما تؤمر} أي بالجهر به.
وظاهر كلام التسهيل أنّ هذا ممنوع، وهو غفلة من مؤلّفه اغترّ بها بعض شرّاح كتبه. اهـ.

.قال في الميزان:

{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)}.
احتجاج على الوحدانية من طريق الوحى فإن وحدة الإله وانتفاء الشريك عنه وإن كانت مما يناله العقل بوجوه من النيل فلا مانع من إثباته من طريق الوحى الصريح الذي لا مرية فيه، فالمطلوب هو اليقين بأنه تعالى إله واحد لا شريك له، وإذا فرض حصوله من طريق الوحى الذي لا يداخله ريب في كونه وحيا إلهيا كالقرآن المتكئ على التحدي فلا مانع من الاستناد إليه.
قوله تعالى: {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بينى وبينكم} أمر نبيه أن يسألهم عن أكبر الأشياء من حيث الشهادة، والشهادة هي تحمل الخبر عن نوع من العيان كالابصار ونحوه، وأداء ما تحمل كذلك بالاخبار والانباء، وإذ كان التحمل والاداء- وخاصة التحمل- مما يختلف بحسب إدراك المتحملين وبحسب وضوح الخبر الذي تحمله المتحمل، وبحسب قوة المؤدى بيانا وضعفه اختلافا فاحشا.
فليس المتحمل الذي يغلب على مزاجه السهو والنسيان أو الغفلة كالذى يحفظ ما يعيه سمعه ويقع عليه بصره، وليس الصاحى كالسكران ولا الخبير الاخصائى بأمر كالأجنبي الأعزل.
وإذا كان الأمر على ذلك فلا يقع ريب في أن الله سبحانه هو أكبر من كل شيء شهادة فإنه هو الذي أوجد كل ما دق وجل من الأشياء، وإليه ينتهى كل أمر وخلق، وهو المحيط بكل شيء ومع كل شيء لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات والأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر لا يضل ولا ينسى.
ولكون الأمر بينا لا يقع فيه شك لم يحتج إلى إيراد الجواب في اللفظ بأن يقال: قل الله أكبر شهادة، كما قيل: {قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله} [الأنعام: 12] أو يقال: سيقولون الله، كما قيل: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله} [المؤمنون: 85].
على أن قوله: {قل الله شهيد بينى وبينكم} يدل عليه ويسد مسده، وليس من البعيد أن يكون قوله: {شهيد} خبرا لمبتدء محذوف هو الضمير العائد إلى الله، والتقدير: {قل الله هو شهيد بينى وبينكم} فتشتمل الجملة على جواب السؤال وعلى ما استؤنف من الكلام.
وقوله: {قل الله شهيد بينى وبينكم} على أنه يشتمل على إخباره صلى الله عليه واله بشهادة الله تعالى هو بنفسه شهادة لمكان قوله: {قل} إذ أمره بأن يخبرهم بشهادته تعالى بالنبوة لا ينفك عن الشهادة بذلك، وعلى هذا فلا حاجة إلى التشبث بأنواع ما وقع في القرآن الكريم من شهادة الله تعالى على نبوته صلى الله عليه وآله وسلم وعلى نزول القرآن من عنده كقوله تعالى: {والله يعلم إنك لرسوله} [المنافقون: 1] أو قوله: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه} [النساء: 166] وغير ذلك من الآيات الدالة على ذلك تصريحا أو تلويحا بلفظ الشهادة أو بغيره.